النيل هو شريان الحياة ومصدر التقدم والرخاء للشعوب لما يحتويه من ماء وثروات أخري كالأحياء البحرية مثل الأسماك وغيرها من الكائنات الأخري التي تتأثر بالبيئة البحرية أو تأثر فيها ومن ضمن هذه الكائنات الحية استاكوزا المياه العذبة أو صرصار النيل وهي من الكائنات الوافدة علي النيل حيث ألقتها وزارة الري حتي تتخلص من قواقع البلهارسيا المنتشرة في مياه النيل وهي قادمة من أمريكا ولكن حدث مالم يكن في الحسبان فتكاثرت تلك الكائنات البحرية بدرجة لا توصف حتي غزت النيل بأكمله من أدناه لأقصاه وحتي فروعة وقنواته والترع الصغيرة الممتدة منه والأبشع من ذلك بأنها أصبحت تنافس أسماك البلطي علي غذائها وأيضاً الأسماك الأخري فنتج ذلك بالسلب علي نمو الأسماك وتكاثرها ولكن لم تكتفي هذه الكائنات إلي ذلك الحد بل قضت علي الكثير من صغار الأسماك بمختلف أنواعها حيث أنها تمتلك مقصين حادين للغاية يمثلا أداة فتك لزريعة الأسماك الصغيرة فكان هذا الكائن الوافد علي النيل بمثابة النقمة للبيئة البحرية والمائية حيث أثر عليها تأثيرا شديدا ولم يتوقف الضرر إلي هذا الحد بل تمادت في ضررها حتي طال الصيادين بمختلف طوائفهم سواء صيادي الشباك والقوارب أو صيادي السنارة فبالإضافة الي تأثيرها علي كمية الأسماك قامت بتدمير الكثير من شباك الصيد وأدوات الصيد المستخدمة في الصيد بالسنارة ، ولأن الله لم يخلق شيئا بلا فائدة أو نفع فرغم كل تلك الكوارث التي تسببها أستاكوزا المياه العذبة الا إنها لها بعض الفوائد حتي وإن كانت قليلة ولكن تستحق الذكر .
فوائد الأستاكوزا النيلي
ورغم ذلك لم يعم الضرر وفقط من هذا الكائن ولكن كان له بعض الفوائد التي يمكن حصرها الي فوائد بيئية حيث خلص النيل وفروعه من الملايين من قواقع البلهارسيا الضارة التي كانت تمثل خطراً حقيقياً علي كل من هم في حاجة إلى ماء النيل وأيضاً تنقي المياه من الكثير من العناصر الثقيلة والضاره كالزئبق والرصاص والزرنيخ فكانت هذه هي أعظم فوائدها علي الإطلاق بالإضافة إلى ذلك كان لها بعض الفوائد الإقتصادية حيث يعتبرها الكثيرين مصدر غذاء ومصدر بروتيني هام حيث أطلق عليها إستاكوزا الفقراء (الغلابة) وأرتفع سعرها بشكل ملحوظ وأصبح يتخطي عشرات الجنيهات وأصبحت من أهم مصادر الدخل للصيادين ، وأزداد الطلب عليها من الخارج فأصبحت تصدر الي البلدان الأخرى وتساهم بشكل كبير في إقتصاد الصيادين والدولة أيضاً ، وهناك فائدة منها أيضا لصيادين السنارة حيث يستخدمونها كطعم للأسماك الكبيرة وخاصة أسماك البياض والقرموط .
طرق صيد الأستاكوزا النيلي
أستاكوزا المياه العذبة يمكن صيدها بالسنارة وذلك عن طريق طعوم عديدة مثل المصران أو الغلة أو دود الارض وأيضا تدخل علي طعوم أخري كثيرة ، ولكن لا يتهافت صيادين البوصة عليها لأنهم يعتبرونها نقمة وبلا فائدة أما صيادو القوارب فهم يتخذونها كمصدر للرزق فأصبحت لها عدة صيد خاصة أهمها الجوبية (المصيدة) حيث يوضع فيها بضع حبات البطاطس أو القليل من مصران الدواجن ويتم القائها بمكان يكثر فيه الأعشاب والحشائش المائية وخاصة ورد النيل وقصب الفأر وبهذه الطريقة يمكن صيد أعداد كبيرة منها فهي منتشرة في كافة أنحاء النيل ولكن بدأت أعدادها بالنقص التدريجي بسبب الإفراط في صيدها .
كيف أتخلص من الأستاكوزا الموجودة في مكان الصيد !؟
وجود الأستاكوزا النيلي في مكان الصيد تمثل إحباط كبيراً للكثير من صيادين البوصة حيث تأكل الطعوم وتقطع الخيوط وتخيف الأسماك وخاصة في طريقة الصيد بالغلة ولذلك يبحث الكثير عن طرق إبعادها ولعل أشهر تلك الطرق هي بربط قطعة من المصران في خيط ورميها علي جانب الماء حيث ستتجمع عليها أكبر كمية من الأستاكوزا النيلي وهناك طريقة أخري وهي برمي القليل من الصابون السائل أو الديتول في مكان الصيد وهي طريقة لم تثبت فاعليتها الي حد الأن وهي تلوث الماء وفي الغالب فإن تواجد الأسماك الكبيرة في مكان الصيد ستجعل الأستاكوزا تختفي بدون إستخدام أي شي .
طريقة طهي (طبخ) الأستاكوزا النيلي
زاد الطلب مؤخرا علي أستاكوزا المياه العذبة وأصبح يعتمد عليها الكثيرين كمصدر للبروتين وأطلق عليها البائعين جمبري الغلابة نظرا لتشابه الكبير مع المأكولات البحرية باهظة الثمن فهي ذات سعر زهيد فبحث الكثير عن أفضل طرق طهيها، حيث يقومون بسلقها حية في ماء مغلي وقد يري الكثيرين القسوة في ذلك ولكنها اذا تركت حتي تموت فأنها يترسب فيها بعد العناصر الثقيلة كالزئبق والرصاص والزرنيخ وتصبح بالغة الضرر علي صحة الإنسان فبعد سلقها يتم تقشير الزيل واستخراج الجزء المحتوي علي اللحم الأبيض فيه وتقليبه في الدقيق مع التوابل والبهارات ومن الممكن إضافة البيض وقليه في زيت غزير ولا ينصح بتناولها كثيراً حيث لم يثبت الي حد الأن مدي سلامتها علي الإنسان .
برجاء الضغط على أحد المواضيع في الأسفل دعماً لنا لنستمر في نشر المزيد ، شكراً لكم 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق